الـ”Shrinkflation” أو (التقلُّص التضخُّمي) ظاهرة إقتصادية غالبًا ما تظهر في فترات التضخّم والإرتفاع العام للأسعار، وهي تقلّص حجم السلع الاستهلاكية أو انخفاض وزنها أو حتى في بعض الأحيان انخفاض جودتها أو عمرها الإفتراضي، بينما تظل أسعارها على ما هي عليه دون انخفاض.
وتكون نتيجة لإستراتيجيات الـDownsizing بل وحتى الـPlanned Obsolescence الحاد التي يلجأ إليها بعض مدراء تسويق المنتجات ذات الحساسية السعرية العالية بطبيعتها كالـFMCG، وهذا لكي لا يضطروا إلى رفع أسعار المنتجات بصورة مباشرة لما لهذا من تأثير على مدى حجم، جودة، وتماثل (Optimality) حصصها السوقية.
ولا يقتصر هذا على السلع فقط بل حتى الخدمات، فتردي جودة الخدمة بشكل عام أو إلغاء بعض الخدمات المضافة لها بينما تظل أسعارها على ما هي عليه؛ من الظواهر المصاحبة للـShrinkflation، والتي يُطلِق عليها بعض الاقتصاديين ورجال التسويق الـSkimpflation.
ورغم كون هذه الممارسات غير قانونية وتجرّمها المؤسسات المعنية بتنظيم الأسواق وحماية المستهلك في معظم دول العالم، وسواء في حالات إرتفاع تكاليف التشغيل بشكل خاص، أو ارتفاع التكاليف بشكل عام نتيجة للتضخم؛ غالبًا ما تجِد كبرى الشركات المنتجة طريقة للإلتفاف على هذه القوانين؛ مثل السعي والضغط لسنِّ بعض التشريعات والقوانين الجديدة، أو عن طريق استغلال بعض الثغرات السابقة، وأحيانًا عن طريق فقط تبريره فنيًا، كما تفعل هذا بعض العلامات التجارية الخاصة برقائق البطاطا والذرة؛ والتي تُقلّل من عدد الرقائق في أكياسها تدريجيًا وتنفخ بالمقابل الأكياس بالمزيد من الهواء (غاز النيتروجين)، محتجّة بأن هذا فقط لحماية الرقائق في الكيس من التحطّم أو التلف عند نقلها؛ بينما في الحقيقة؛ حجم الهواء يكون أكبر من ما يكفي لحمايتها، وهو ما يسمى بالـSlack-fill.
تُصعّب ظاهرة الـ”Shrinkflation” عملية قياس التضخّم الحقيقي وتقلّل من دقّته لأنها تخفي الزيادة في الأسعار بتقليص الكمية، ولهذا تقوم الحكومة عند قياس التضخّم باستخدام مؤشر أسعار المستهلك (CPI) عن طريق تتبع أسعار سلة محددة من السلع والخدمات؛ بالإستجابة بسرعة إذا تغير حجم أو وزن منتج ما منها لتقوم بتسجيل سعره الجديد حسب حجمه أو وزنه الأصلي.
لا تكون ملاحظة الحكومة واستجابتها سريعة بما يكفي لهذه التغييرات أحيانًا لأن الشركات المنتجة تستخدم طرقًا عديدة لإخفائها، منها ما ذكرته من مثالٍ على إضافة الهواء إلى العبوة، ومنها على سبيل المثال زيادة سمك جدران أو أغطية العبوة، تغيير تصميمها لتكون بجوانب منحنية للداخل أو غطاء أكبر، وأحيانًا حتى بتغيير مكونات المنتج نفسه بمكونات أخرى أرخص؛ مثل استبدال السكر بالمحليات الصناعية، أو البلاستيك بآخر أرخص وأقلُ جودةً.